- غير معرف
- 5:08 م
- معلومة طبية غريبة
- لاتوجد تعليقات
الدكتور اياد الرياحي - نخطئ دائما عندما نجيب بأننا نجيد لغة واحدة أو أكثر من اللغات المكتوبة.. وننسى أن لغة العيون ولغة القلوب وغيرها هي لغات حقيقة وواضحة الكلمات والجمل..وتقلل الثرثرة وتختصر الكثير من التنظير والتفسير في لغة اللسان..
لغة العيون مثلا التي نقرأها في عيون الأطفال براءة وفي الشباب تحدي وفي الكبار وقار وفي العلماء حكمة.. تزيد مفرداتها بعدد ما رأينا من عيون وعايشنا من تجارب فكل موقف له كلمته المختلفة عن الأخرى ولا تتشابه معه في أي حرف.. نستمتع بها عندما نقرأها مع من نحب ونتفادى التحدث بها مع من نكره. لغة حزينة في عيون المظلومين والمستضعفين. تثير الاشمئزاز في عيون المتكبرين والمنافقين ..ومع أنها من أقدم اللغات التي نتعلمها منذ ميلادنا إلا أن كثيرين يتنكرون لها بمجرد أن تتعلم ألسنتهم الثرثرة فتسافر أعينهم إلى مكان وتتكلم أفواههم عن مكان أخر ولكن مهما حاولوا إخفاء مشاعرهم فإن العيون لا تكذب.
لغة العيون الواضحة في الفقراء صبرا وفي الأغنياء تواضعا وفي الجبناء ارتجافا وفي الأقوياء ثباتا..وأحيانا العكس. لا تخطئها الهيئة.. ولا يكدر صفوها إلا النفاق.. فبه تقلب معانيها ويشوش على المتعلم. فلا يفرق بين التقي والكاذب والجاهل والصادق. ومع هذه (القاعدة المخيفة) في قاموس لغة العيون. إلا أننا وللأسف نتمسك بمعرفتها متناسين مخاطر فساد قواعدها التي ستنهار على رؤوسنا في أي وقت ولأننا بشر فكثيرا ما نتعلم منها بقدر ما يمسنا من مصائبها.. لذلك علينا إدخال لغات أخرى معها لكي يكتمل وضوح المعنى.
فهذه اللغة فيتوقف عند حروفها كل محب يشترك فيها كل البشر و لا تحتاج لأي مهارات ولا تنسى بالبعد عنها أي كلمات حتى الموت يبقيها حية.. معروفة لكل من تكلم بها. لا يمكننا أن نتحكم بها بما فيها من قوة عجيبة..تتحدث بدون أوامرنا.. في الحب تنسينا أننا على الأرض. وفي الخوف نتمنى أن نكون تحت الأرض. وفي الغضب نكون مستعدين لسحق كل من على الأرض..
لغة جميلة بقدر من أحببنا في هذا العالم.. من لم يتعلمها بالحب فعليه أن يبحث له عن اسم يختلف عن أسماء البشر..وإذا تحرك قلب من يقرأ هذه الكلمات لأنه تذكر واحدا من أحبابه فهذه شهادة مني على مروره في امتحان هذه اللغة.. ويبقى النجاح هو في الوفاء لمن تعلمها ولم ينس حرفا من حروفها السهلة. حتى لو ضربته الأيام وشوشته اللغات.
وهذه اللغة بأخر المطاف التي نلجأ إليها مرغمين عندما لا تجدي كل اللغات في توضيح رسالة فاصلة بين العدل والظلم والحق والغصب والحياة والموت هي (لغة العيون) .. لأن هناك من لا يفهم أي لغة غيرها.. فعلينا أن نكون مستعدين لأن نتحدث بها رغم حروفها العميقة وجملها البسيطة.. لكنها تحفظ للأرض ما بقي لها من صفاء عيون وبساطة حال وطهارة قلوب..
الشرفاء هم من يتحدث بها مع أنها قد تكون أخر كلماتهم ورغم ذلك لا يترددون.. لكي تبقى اللغات بكل فروعها حية لغيرهم.. يتحدثوا ثابتين باللغة الأخيرة في خطابهم الأخير..وأحيانا يختمونها بالجملة الأخيرة بملكوتهم الخاص
• استشاري طب وجراحة العيون