- غير معرف
- 3:01 م
- الحياة الزوجية
- لاتوجد تعليقات
أيها الشيخ أنا متزوجة لي 5 سنين وزوجي لم يجامعني من حوالي سنة وستة أشهر من وقت ما سافر إلى استراليا ولم يرجع من ذلك الوقت لكنه مازال على اتصال بي الدائم مع العلم أن شهوتي الجنسية بلغت بي إلى حد لا استطيع معه أن اجمِّع وقد وسوست لي نفسي بإطفاء شهوتي العارمة ولكن خفت وتراجعت في النهاية فما رأي الشيخ.
الأخت الفاضلة /....
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يشرح صدرك للإيمان وأن يدفع عنك كيد الشيطان ونفخه ونفثه ورجسه ورجزه..
أختي الفاضلة..
تصيب الإنسان بعض فترات الضعف النفسي والروحي فيتسلّط عليه الشيطان بوساوسه وتزيينه وتزييغه، وهذه الفترات إنما تصيب الإنسان عندما يكون في حال بعد عن الله جل وتعالى و مراقبته واستشعار عظمته وعلمه وأنه هو السميع البصير الذي لا تخفى عليه خافية جل وتعالى، سيما إذا اجتمع مع هذا البعد التعرّض لمواطن الفتنة ومظانها وتتبع مواقعها سواء على شبكة الانترنت أو في الأسواق أو على شاشات الفضائيات. وبهذه الصورة يعيش الإنسان الحيرة والضياع والشقاء النفسي كما وصف الله في قوله: "كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ" وقال: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً"
وفي الجهة المقابلة فقد امتدح الله المؤمنات الصالحات وبيّن علامة صلاحهنّ بقوله: "فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ" فمن وصف المؤمنة الصالحة أنها (حافظة للغيب بما حفظ الله) فلا تخون ربها، ولا تخون دينها وقيمها وأخلاقها كما أنها لا تخون زوجها في غيبته وتحفظ عرضه وشرفه، وكما أنه لا يرضيك أن يخونك زوجك مع أخرى غيرك فهو كذلك لا يرضيه بل كل مؤمن سليم الفطرة يأبى ويرفض كل شكل من أشكال الخيانة.
أختي الفاضلة نصيحتي لك:
1 - أن تستشعري عظمة الله في قلبك، واعلمي أنه بقدر حبك لله وبقدر استشعارك لعظمته جل وتعالى في قلبك بقدر ما يمنعك هذا الاستشعار من الوقوع في المعصية والإثم، ولك أن تسألي نفسك سؤالاً جريئاً لتجدي من نفسك جواباً صريحاً: ما مقدار محبة الله في قلبك وأيهم أعظم حبّاً في قلبك: حب الله وتعظيمه أم حب هواك وشهوتك؟!
فاجتهدي أخيتي الفاضلة في تعميق حب الله في قلبك وتعظيمه ووالله إن لذّة المعصية ساعة لكن ألمها وذلها وكآبتها أدوم من لذتها، وإن ألم الصبر على الطاعة والخشية يورث نور القلب وحياة طيبة آمنة راضية مطمئنة. وحتى تعمّقي حب الله في قلبك:
- حافظي على فرائض الله في أوقاتها من غير تأخير أو تهاون أو تكاسل.
- احرصي على أن يكون لك نصيب من الليل تقفين فيه بين يدي ربك تتضرعين إليه بالدعاء فإنه جل وتعالى يجيب المضطر إذا دعاه.
- أكثري أخيتي من التوبة والاستغفار.
- ليكن لك عناية بصيام النوافل كصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع فإن الصوم مما يقطع الشهوة ويلين القلب ويزيد الإنسان رقة وتعلّقا بالله.
- أكثري أيضا من الصدقات، حتى لو بالكلمة الطيبة والنصيحة المؤثرة فالكلمة الطيبة صدقة.
- تذكّري عاقبة ومآل الصبر على الطاعة من حسن التوفيق والبركة وراحة القلب والضمير والأنس بالله، وفي المقابل تذكري عاقبة ومآل المعصية من ضيق النفس وقلة التوفيق ووحشة في القلب ووحشه مع الخالق.
2 - احرصي أشد الحرص على عدم صحبة السيئات ومقاطعة كل صديقة تدلّك على المنكر أو تزيّنه لك.
3 - لا تعرّضي نفسك للفتنة بمشاهدة القنوات أو تتبع المواقع الفاسدة على الانترنت أو التمادي وفتح باب للعلاقات غير الشرعية عبر وسائل الاتصال المنتشرة.
4 - احرصي على أن لا تكوني في خلوة سيما وإن كانت تراودك بعض وساوس الشيطان، فإن الشيطان يشتدّ سلطانه ويقوى على من يكون خالياً فارغاً.
5- بيّني لزوجك شدّة حاجتك إليه وأن غيابه عنك يفسد عليك أخلاقك بل ربما يفسد عليك دينك، وإياك إياك أن يصدّك الخجل من مصارحة زوجك برغبتك فيه وأن بعده عنك بهذه الصورة مفسد لك. فاطلبي منه إمّا أن يعود أو يأخذك معه.
6 - إن رأيتي أنه لا طاقة لك على الصبر وزوجك غير متفهّم للوضع فصارحي أهلك بذلك، فإمّا أن يعود أو يتركك لتبحثي عن ستر نفسك بالحلال عفيفة طاهرة شريفة.
7 - أكثري أخيتي من الدعاء والابتهال إلى الله والانطراح بين يديه أن يكشف عنك كربتك وأن يبدلك حالاً خيرا من الحال الذي أنت فيه.
أسأل الله العظيم أن يصلح شأنك وأن يطهر قلبك وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير وطاعة وان يجعلك من القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله.